رهين

تلفتَّ حوله فلم ير إلا أشباحا تتراقص، يخالها شياطين ألقت خطاطيفها لتخطفه، تخبَّط باله فلم يدر ماذا يحدث. أهو الموت وتنتظره ظلمة القبر؟ أم بقيت له أيام يحياها؟ لم يخش الموت طوال عمره لكنه ارتعد عندما أحس باقترابه، يشعر بشبحه جالسا بجواره مبتسمًا ابتسامة الظفر، وكأنه يقول: - انتهت أيامكَ يا ابن آدم ونسيتني، وها قد أتيتُك ولن أخرج خالي الوفاض.ولا يملك هو أن يبتعد عنه، فجسمه مثقل بالآلام ولا يمكنه الحراك وكأنما خِيط جسده بسرير دُقت قوائمه في الأرض السابعة، وكأنَّه مصلوب وشدت أطرافه بمسامير صلبة تخترق عظام يديه وقدميه. فاستسلم كالذي يرى سهما يقصده ويراه مصيبه لا محالة. ولم تسعفه النجاة، فاستشعر الألم قبل حدوثه وذاق الموت قبل أوانه.