عامل الأم

ردّت الوالدة بامتعاض: "لاداعي، أنا متأكده من أنكم ستكونون مشغولين حينها أيضًا" وأغلقت السّماعة، وطنين سمّاعة التيلفون أكّد على الألم الذي كانت بث على دراية كامله به في أحشائها، ولمرّة أخرى أدركت أنه من المستحيل إرضاء أمّها، فما كانت تفعله "بث" كان دائمًا إما "غير كاف" أو "أكثر من اللّازم" وكان محيّرًا: فهل هي فعلًا إبنه جاحده وأنانيّه أم أنّ توقعات والدتها أكثر مما ينبغي؟! كانت "بث" تحب والدتها كثيرًا وبعمق، وكان إقامة علاقة حميميّة ويملؤها الإحترام معها هو أكثر ما ترغب فيه وتذكّرت الوصيّة القائلة: "أكرم أباك وأمّك" ففكّرت في نفسها "هذا مستحيل فإن أكرمتها فإني سأهين عائلتي، وإذا أكرمت عائلتي فإنّي أهينها، فأذعنت للطّريقة التي دائمًا ما تكون عليها الأمور بينهما وعادت للتخطيط لإجازتها لكن على الجانب الآخر أصبح الخِواء يلفّ المشروع كلّه... يضمّ الكتاب عدّة مواضيع تناول فيها الكاتب بالتّفصيل أنواع الأمّهات التي ينبغي على الإنسان التّخلص من تأثيرهنّ مثل: الأمّ الشّبح، الأخرى المسيطره، المُطالِبة بالكمال، والمتشبّثة بِطفلها. بالإضافة للطّرق المتّبعة لتحسين علاقتك المتوتره مع والدتك.. هذا الكتاب ليس سلبيًّا عن الأم، لكنّه مُصمّم لتسديد إحتياج مهول اليوم يتمثّل في "المصالحه" فجميعنا مُطالب بمنح وإستقبال الغفران لنصل للتّمتع بحياة أفضل وعلاقات أفضل.