يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط "cookies"
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. لمزيد من المعلومات حول كيفية استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، يمكنك قراءة إشعار الخصوصية وملفات تعريف الارتباط الخاص بنا. ملفات تعريف الارتباط وسياسة الخصوصية
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط. لمزيد من المعلومات حول كيفية استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، يمكنك قراءة إشعار الخصوصية وملفات تعريف الارتباط الخاص بنا. ملفات تعريف الارتباط وسياسة الخصوصية
Few units left
يمكنك إرجاع المنتج مجانًا خلال 14 يوم من الاستلام إذا كان مؤهلًا للإرجاع. يجب الإبلاغ عن أي عيوب ظاهرية خلال 48 ساعة.لمزيد من التفاصيل راجع سياسة الإسترجاع
elsaidpublisher Marketplace
بائع جديد
41 المتابعين
هذا البائع جديد على جوميا وليس لديه نقاط كافية لتقييم أدائه حتى الآن
واحة لا تعشق الشتاء
بِركة الأحزان تجرفه إليها، وكأنها خُلِقت لأجله، كلما حاول التنصل منها شدّته، حتى شعاع الشمس المتهادي علي وجهيهما لم يزد حزنَه إلا تركيزًا، ولم يزدها إلا حميمية والتصاقًا به، لم يعبأ بدوامات الأيام المتعاقبة حوله، وقد أخرجها مِن تواريخه المتقلبة، تشابهت أحلامه وكوابيسه.. ليله ونهاره.. صار كضفدع مستسلِم للزُوجِة ما حوله، نقيقه لا يأتي بصياد ينتشله من مستنقع أحزانه، لا يملك إلا أن يقلّب كفّيه أو يحصي أصابعه؛ لعله يقطع خيوط الأسْر التي قيّدت حتى ابتسامته الباهتة، انسلاخ أحلامِه وليالي مجدِه الغابر تتوقف عند تلك الصورة التي احتلت يومًا صدر الجرائد، وسَجلت حروف الإشادة، ومقاومة الظلم، وطرد الغاصبين للنفوس والأوطان،
كان محل فخرٍ وتَباهِ مِن قومه والمقربين، كان هو الملاذ والملجأ للكثيرين منهم، ها هو يتجرع كأس أحزانه وحيدًا بعيدًا عنهم، وهُم قد ابتعدوا عنه، لم يسألوا أنفسهم.. ماذا قام به؟ لكنهم شاركوا في فرض عزلتِه وغوصه في بحيرة أحزانه، دون أن يقدموا له يدًا تنتشله مما هو فيه، تأتيه بسمة ساخرة واهنة، تنام خجلى علي شفاهٍ لم تستعذب الحياةَ منذ زمن.
يقاوم حزنه بنظرة تائهة لا هدف لها، أو أنه يناجي طيفًا متخفيًا خلف فقاعات روحه المنكسرة، ووجهه الأسمر الجامد لا ينبئ عن شيء، وقد اختفت ملامحه خلف تجاعيدَ وخطوطٍ غائرات ومتشابكة مع مسامات بشرتِه اليابسة.
تشابكت الأحزان والأيام؛ فنَحَتت وجهَه الأسمر من جديد، وقد بدلت معالمه، وظهرُه الممشوق كسهمٍ أصبح قوسًا في يديهِما، لم يتبقَ مِن (عبد الجبار) سوى رائحة زمنٍ غابر حافلٍ بالرفاهية والبطولات، وصدى أغنيات ودقات كعوب خيلِه الراقص على نغمات الأمجاد البالية، فكلما دوّى صداها أصابته بالانكسار الذي يشق روحَه إلي نِصفين ما بين ماضٍ بكل ما يحمل من وجاهة، وحاضرٍ مكبّل بالمرض والعزلة وجَلد الذات، مما جعله يتخذ العزلة أنيسًا له، ومِن كوخ في حضن الجبل مأوى، ساد حياتَه التقشف والبعد عن كل ماضيه بعبقِه الزاخر بكل متع الحياة.
لم يجد طريقا يسلكه؛ فكل الطرق أصبحت ملغمة، وفي كل خطوة يخطوها حتما سيجد فخا نصب له، ظن عبد الجبار أن نجوم السماء سخرت للتلصص عليه، ولما لا و قد سخروا حتى تراب الأرض ونسمات الريح المتدفقة حوله أن تعد حتى أنفاسه، كلما خطى خطوة أو قطع شبرا بعيدا عنهم أحس بجزء لو يسير من خوفه وشكه قد اختفى، ظل يطوي الصحاري راميا خلفه جزء ليس بالقليل من عمره، مابين موجات الذكرى المتضاربة بعنفوانها وبين الضلال والتيه ظل يرمح وحيدا مسابقا أشعة الشمس بوهجها أن تختفي، طالبا الليل أن يلقى بستره عليه، ربما وجد سكينته بعيدا عن مطاردتهم له، ربما استأنس بهوام ودواب الصحراء؛ ولما لا قد يروض وحوش الصحراء التي قد تكون أكثر وفاء ممن باعوه أو من يطاردوه بذنب لما يقترفه، ربما خانه حلمه أو ضل سعيه بين ناس ظل عمرا يدافع عنهم ولم يطلب شيئا.
لم يتم تقييم المنتج بعد
/product/79/705471/1.jpg?2565)