تاريخ اليابان - الحديث والمعاصر

تعتبر اليابان - بتاريخها وشعبها وحضارتها - نموذجاً فريداً ورائداً في سياق التاريخ البشري ومراحل تطوره. وقد لعب هذا التميز دوراً أيضاً على المستوى السياسي، حيث استمرت العائلة الإمبراطورية اليابانية في حكم بلاد الشمس المشرقة منذ عام 660 قبل الميلاد وحتى اليوم (الحاضر). وهي السلالة الوحيدة التي لم تتأثر بالتقلبات على مر القرون، وظلت على رأس السلطة، رغم التغيرات الاستراتيجية في بعض المراحل؛ حيث امتلكت السلطة المطلقة. وفي مراحل أخرى، كانت مجرد رمز للشعب الياباني القديم، ولم يكن لها أي تأثير على القرارات المصيرية. ترتبط اليابان بقارة آسيا من جميع النواحي الجغرافية والدينية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية، لكن تجربتها السياسية في الحكم كانت فريدة من نوعها عن بقية التجارب الآسيوية في التاريخ الحديث؛ لأنها سارعت إلى بناء نهضتها الحديثة الأولى في القرن التاسع عشر، دون الوقوع في براثن الاستعمار الغربي، الذي يسرق ثروات الشعوب، معتمداً على شعارات مبهرة؛ حتى يتحول الحديث إلى تبعية تخدم مصالح المستعمر.