في ساحة الانتظار للكاتب غدير يماحي

تجلس في تلك الزاوية، تحدث نفسها بحروف ملخبطة كالعادة، وعندما تشرق الشمس تذهب راكضة تفتح تلك الستارة المليئة بالغبار وتفتح ذلك الدفتر القديم المبلل بالقهوة، وتبدأ تكتب ما الذي حدث لها في غضون الـ 24 ساعة الماضية، ودائمًا تنهي بجملة: لم أنا !!..

تجلس تكتب حتى غروب الشمس، وعندما تختفي الشمس تذهب مسرعة تغلق تلك الستارة وكل فتحة من فتحات الغرفة وتشعل جميع الأنوار، تخاف الظلام كثيرًا..

ها هي وصال، فتاة في الرابعة عشر من عمرها، ما زالت في عمر الزهور لكن وكأن هذه الزهور أصبحت رمادًا.

كانت وصال فتاة شقية في صغرها، صوتها مسموع في كل زوايا البيت، ولكن عندما أصبح عمرها 13 سنة بدأت تطلب من والديها طلبات كثيرة لا نهاية لها، مثل السفر مع المدرسة، ولكن كان الرفض دائمًا موجه إليها. 

عند سماع كلمة "لا".. تركض باكية على وسادتها إلى أن يأتي الصباح، لا بد أنها لم تعتاد على رفض والديها لطلباتها بعد.

مرت سنة ولم تذهب وصال للمدرسة، وما زالت مكالمات مدرستها متواصلة لم تنتهِ بعد، كانت وصال محبوبة من قِبل صديقاتها ومعلماتها.