حكايات أطفال مدهشين (عفاف البشيري)

حكايات أطفال مدهشينالكاتبة: عفاف البشيري
 أريد ماء حينما رجعت شهد من المدرسة قفزت إلى حضن أمها وانفجرت باكية، حضنتها أمها وقالت وهي تربت على ظهرها: اهدأي حبيبتي ما الذي حدث؟فتحت شهد حقيبتها المدرسية وأخرجت كتابًا، ثم ناولته أمها قائلة:انظري يا ماما إلى هؤلاء الأطفال انظري إلى أجسادهم النحيلة ووجوههم الشاحبة، إنهم لا يجدون مياه نظيفة للشرب، ويقطعون مسافات طويلة كي يصلوا للبئر، ثم يعودون محملين بجرادل ثقيلةٍ لا تكاد أجسادهم النحيلة تقوى على حملها، إنهم يعانون يا أمي ولا أحد يشعر بهم..صمتت الأم في حزن وهي تنظر إلى تلك الصور، ثم قالت وهي تقلب صفحات الكتاب: كتابٌ مفيدٌ فيه معلومات عن أزمة المياه وضرورة الحفاظ عليها. أغلقت الأم الكتاب وأدخلته في الحقيبة ثم طبعت قبلةً على خد ابنتها وقالت:لا تبكي حبيبتي.. لدينا هنا مياه كثيرة!!! في المساء...أمي.. أمي تعالي وانظري هذه هي المرة الثالثة التي يستحم فيها فهد ولا يغلق صنبور الماء بشكلٍ جيد.أجابها أخوها وهو يلبس: متى تكفين عن الوشاية أغلقي الصنبور واسكتي.شهد: متى تتوقف أنت عن اللامبالاة.فهد: الماء ينزل بغزارة وفاتورته رخيصةٌ، اسألي أبي.هرولت شهد مسرعةً وهي تنادي:أبي أبي ...أطلت من البلكونة.. كان والدها يغسل السيارة بخرطوم المياه.. كانت تنظر إلى الماء وهو يندفع بقوة.حينما سمع والدها صوتها رفع رأسه نحوها وقال:ماذا يا شهد سمعتك تناديني؟!كانت شهد تنظر إلى الماء المندفع من الخرطوم نحو السيارة.شعرت بالإحباط ... وضعت خدها على كفها وهزت رأسها:(لا شيء.. لا شيء يا بابا).