كتاب العربية.. دراسات في اللغة واللهجات والأساليب

      هذا واحد من الكتب التي لا تمل قراءتها، لما فيها من جدة وطرافة وعمق معرفي وحسن تنظيم ومنهج، وتظل قيمة الكتابة ملازمة له رغم مرور الزمن.      إذا نظرت في صفحة واحدة منه إلى الكتب التي رجع إليها ستدهشك وفرة مراجعه، بين ابن قتيبة، الشعر والشعراء والأغاني للأصفهاني، ووفيات ابن خلكان، وخزانة الأدب، ونولدكه، ومعجم البلدان وابن رسته ولسان الميزان لابن حجر وجولدزيهر وآخرين، كل ذلك في صفحة واحدة، فتحتها بالصدفة ولم تكن هذه المراجع موجودة في هذه الصفحة فقط، بل إن باقي صقحات الكتاب تزدحم بمراجع تزيد عما أوردته، وإذا فتحت صفحة أخرى بالصدفة وجدت في الهامش كتب: البلاذري والجاحظ وابن قتيبة والزجاجي وابن خلكان والدميري والبيهقي وياقوت والمرزباني  والمبرد والقلشندي وابن سعد والأصفهاني وابن حجر والخفاجي.   ستدهشك أعداد الكتب التي قرأها هذا الأجنبي غريب اللسان عن العربية، وتنوع مجالاتها المعرفية، وانتثارها على مدى عقود زمنية، ليقرأها باحثا عن "حفريات" ثقافية يلتقطها بمهارة، ويعيد تنضيدها ليبني عليها مقولاته ونتائجه التي لم يسبقه إليها أحد، وهذه الفرادة هي التي تعطي الكتاب القيمة التي ستظل ملازمة له، وتجعله أهلا للقراءة الدائمة، مر الزمن.