كتاب الهرمونات

الحياة كلها تسير بتوجيه الهرمونات، وإذا أمعن الإنسان في دراسة نظرية النشوء والارتقاء لوجد أن الجسم الإنساني ظهر نتيجة لتطور ضبط وظائف الأعضاء وأكثر ما يُظهر ذلك في الجهاز العصبي الذي يزداد في التعقيد كلما ارتقينا في المملكة الحيوانية، فمثلًا في الحيوانات البدائية التي ليس لها جهاز عصبي فإن الوظائف تتم عن نتيجة إفرازات كيمائية والواقع أن الكثير من الظواهر والأفعال الموجودة في الحيوان والإنسان يؤثر عليها إفرازات هرمونية، كما أن الكثير من المشاكل الفسيولوجية والطبيعية تتوقف على العلاقة بين الهرمونات المختلفة.إن الهرمونات تؤثر في الطباع الشخصية، فنقص إفراز الغدة الدرقية وزيادة يؤدي إلى الكسل وإفرازها قد يؤدي إلى السهر والنشاط المتواصل وقد كان نقص الهرمونات الأنثوية عند الممرضة فلورنس نايتينجال Florence Nightingale ما جعلها تقوم بأعمال الرجال وسهرها على خدمتهم وتمريضهم في الحرب العالمية.