كتاب بين البقاء والفناء

حين سمع الناس بانفجار القنبلة الذرية فوق هيروشيما ونجازاكي في أغسطس سنة 1945 وعلموا بضحاياهم من عشرات الألوف من البشر، وحين نقلت لهم الإذاعات أنباء الأضرار الجسام والتدمير الشامل والكوارث التي ألحقتها هذه القنابل اعترى الناس دهشة وسادهم ذهول.تراهم مكذبين وما هم بمصدقين، حيارى من هول فعلها وعظم أثرها لا يدرون ماذا يقولون ؟ فالقنبلة مفاجأة لا كالمفاجآت .. وهي خبر لا كالأخبار، سرى ذكرها في الناس سريان الكهرباء في الأسلاك ...فقد شغلهم أمرها وكان – ولا يزال – حديث المجتمعات والطبقات في جميع الأمكنة والجهات؛ واستوى في تلك الدهشة وذلك الذهول العالم والجاهل، الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فلم يكن أحد منهم ينتظر أن يسيطر العلم على الذرة بهذه السرعة وفي هذا العصر.