معالم الحرية في الشخصية النبوية ج2

ملك رسول الله ﷺ الحرية بأسس عميقة، ومعالم واضحة مشرقة في شخصيته وسيرته وتعاليمه، فكان ﷺ حرّ بجميع المعاني الإنسانية والعملية والفلسفية والمنطقية، حراً ﷺ من كل أنواع القيود التي تقيد حركة الإنسان في الحياة والكون؛ الطبيعية، والشخصية، الاجتماعية، فكان ﷺ نموذجاً فريداً في الإنسان الفاعل النشيط، الداعي الشاهد، المبشر النذير، المذكر لا الجبار المسيطر، الصالح المصلح، النور والبرهان، الصانع للحياة، والمبدع في الوجود في عطائه وإسهاماته لخدمة الدنيا والناس اجمعين.

كان ﷺ حرا من العوائق الأربعة الكبرى التي تقف في وجه حرية الإنسان؛ ملك إيجابية متكاملة، وثقة شاملة، وهمة فائقة، وتوازن مذهل؛ حرا ﷺ بعقيدة نقية، وحياة واقعية، وعلاقات عملية، سلم سلام ﷺ ؛ فتجده ثابت على الأهداف والغايات والـمقاصد الكلية، مرن في الوسائل والأساليب، ثابت على الأصول والكليات، مرن في الفروع والـجزئيات، ثابت في القطعيات، مرن في الظنيات.

      ملك رسول الله ﷺ "ينابيع الحرية" و"أخلاق الحرية" لتؤمن انه "رسول الحرية" حقا وصدقا. ندرك "معالم الحرية" من وصف القران الكريم له، ووصف الرسول ﷺ لنفسه، ووصف السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهما والصحابة الكرام وغيرهم، وكيف كانت حريته لوحة بكمالها وجمالها وتمامها في عيون القريب والبعيد والمؤمنين وغير المؤمنين.؟!

ملك رسول الله ﷺ الحريات الإنسانية الكبرى فكان حر بقوة جسد وعقل، ونفس ووجدان، وسلوك وعمل، حرّ لم يسجد لصنم فــ "كملت عبوديته"، حراً من الخرافات والأوهام واسر الخمر فتمت "حريته العقلية"، حرّ من أسر الهوى والشهوة فتكاملت في الحياة "إرادته"، حرّ من قيد الأعراف والتقاليد البالية فتسامت "إنسانيته"، حرّ من قيد ظالم مستبد فتحررت "حركته". حرا كامل الخلقة، وتامة الإيجابية بحكمته وتجرّده وسموّه ورقيه؛ فهو حرّ حكيمٌ زاهدٌ مخلصٌ، عبدٌ لله وحده لا شريك له.

     ملك رسول الله ﷺ "الحريةّ البيانية" فهو فصيح وبليغ لم يكن أسيراً لنثرٍ، أو شعرٍ، أو سجع خاص ،او كهانة.   

انها قراءة جديدة لشخصية رسول الله ﷺ لا تتم الا بعد الاطلاع على لوحاتي الأربع كاملة، وهي: (ملامح الحرية في البيئة النبوية) (معالم الحرية في الشخصية النبوية) (المنهجية النبوية في التربية على الحرية) (قواعد الحرية في السيرة النبوية)