رواية استراحة اللورد كروم

استراحة اللورد كرومر

وهذه المرة (هشام) ينظر إلى (ياسر) في مشدها ويصرخ بوجهٍ مُتعَب، فيرد عليه ياسر بنظرة شفقةٍ ورهبة.

أنا الآن من يُعاني من وجود هذه المقبرة تحت مثواي، مع أن من يطلع عليها للوهلة الأولى لا يشعر فيها بأي خوفٍ أو غرابة. إنها أشبه بالقبول بشكلٍ أو بآخر. لكن ما يتبع نزولي إليها أو جلوسي فيها في كل مرةٍ أمرٌ مُدهشٌ حقًا. في أحد الأيام، مثلًا... انقلبت جلستي وانتقلت إلى مكانٍ مختلفٍ تمامًا، ورأيتُ أناسًا لم أرهم في حياتي من قبل. أقسم بجلالتك أنهم لم يكونوا أحلامًا ولا هلاوس، بل رأيتُ وما زلتُ أرى أناسًا... يطلبون مني مساعدتهم بطريقةٍ أو بأخرى... لإبعاد (الأرواح الشريرة) عنهم... وبعضهم يُعطيني كتبًا تحتوي على تعاويذ عربية قديمة لطرد هذه الأرواح. وبعضهم يراها في صورة هذه الأرواح الشريرة أو الكيانات الشيطانية، شيء مرعب ومرعب حقاً يا جلالتك.