ديناميات الإيمان

غير أن الإنسان، على عكس الكائنات الحية الأخرى، لديه اهتمامات روحية - اهتمامات معرفية وجمالية واجتماعية وسياسية. وبعض هذه الاهتمامات ملحة، بل ملحة للغاية، وإن كلا منها شأنها في هذا شأن الاهتمامات الحيوية، يمكن أن تنشد ما هو أقصى بالنسبة للحياة الإنسانية أو الحياة، أو حياة جماعة اجتماعية. فإذا كان الإيمان ينشد ما هو أقصى فإنه ينشد الاستسلام الكلي للإنسان الذي يتقبل هذا المطلب، وهو يَعد بالتحقق الكلي حتى لو أن كل المطالب الأخرى يجب إخضاعها للإيمان أو يجري نبذها باسم الإيمان. فإذا جعلت جماعة قومية حياة الأمة ونموها هي اهتمامها الأقصى، فإنها تنشد أن كل الاهتمامات الأخرى: الرفاهية الاقتصادية والصحة والحياة والاسرة والحقيقة الجمالية والمعرفية والعدالة والإنسانية، إنما يجرى التضحية بها