رواية جبل الزمرد

تُطرز منصورة عز الدين هذه الرواية بعناية فائقة، صانعة المجوهرات تُغازل الأحجار والألوان والأشكال بحرفية مُتقنة، إذ تستحضر في الأسطورية رغبة الخلق الأولى ونكبة النبوءات والمصائب، وتُخالف قانون التدوين المُفترض الذي حرم النساء من الإبداع، كما تسقي في البث اليومي ماء الحياة الذي يُنبت عشبة الخلود التي تأخذ في بهجة التحليق في أفق "ألف ليلة وليلة" بخيال مُجنّح يُصنّع لغته، ويُعدّل إيقاعه، ويربط ما انقطع من حكاياته في مغامرة خاصة لتنتج لونًا شرقيًا جديدًا من الواقعية الساحرة التي تُطمع بها الأحجار الكريمة السخية.

أدركت منصورة عز الدين جوهر "ألف ليلة وليلة" كتميمة فنية ضد الموت، فانطلقت إلى آفاق مُذهلة، بدرجة من النضج والإتقان تُثير الإعجاب حقًا.