مشاهير المنتحرين

تختلف زوايا رؤية الناس للحياة باختلاف أمزجتهم وحالاتهم النفسية وبيئاتهم المحيطة؛ فقد يراها البعض خضراء واسعة مبهجة، وقد يراها آخرون سوداء داكنة ضيقة بائسة، كلٌّ حسب بيئته الاجتماعية والنفسية المحيطة، مما يأخذه إلى وجهة نظر على العالم تختلف اختلافًا كبيرًا مع رفيق قد يعيش في نفس الظروف.

في هذا الكتاب، نعرض نماذج لرجال ونساء كانت رؤيتهم لحياتهم من النوع الثاني، فقرروا القرار التعيس بالانسحاب من الحياة في صمت وهدوء، لكنها تترك وراءها اضطرابًا وصخبًا.

قد تدهش -عزيزي القارئ- حين تدرك أن هؤلاء المنتحرين كانوا من أصحاب الثراء والنفوذ والشهرة، وحسب حساباتنا قد نظن أنهم كانوا أبعد الناس عن اليأس من الحياة وقرار الانتحار، لكنك ستدرك أن أسباب الانتحار ليست الفقر والمرض والخمول فحسب، بل هي في كثير من الأحيان نتيجة طبيعية. الثراء الفاحش والشهرة المطلقة التي تصاحب البعد عن الله، وبالتالي فراغ الروح من المعاني الجميلة التي تدفع الإنسان إلى البقاء، وتجعله متمسكاً بالحياة.