هايدغر - راعي الكينونة

أفضى الوجود إلى اغتراب.. وغرق الإنسان في الأشياء.. لهث وراء الموجودات الجزئية، فنسي الوجود..ودخوله في حالة القلق لا يزال الإنسان يرتد إلى المصدر والينبوع: إلى الوجود.. وهذا يحتاج إلى مخاطرة ولهذا لا وجود حقيقيًا إلا للتاريخيين صناع المصير الذين يؤسسون التناغم بين الإنسان والوجود لكي يعيش الإنسان بشاعرية وتصبح الأرض له سكنًا بعد أن كان المطرود بلا مأوى وكل هذا يتم برعاية من الإنسان ذلك أن الإنسان هو راعى الوجود.. إنه راعى الإنسان. وهيدجر أعظم الرعاة في القرن العشرين.. لم يكن يلوح لى هكذا تمامًا عندما قرأت له الترجمة الإنجليزية لكتابه (الوجود الإنساني والوجود العام) وكنت لم أزل طالبا في السنة الثانية بقسم الفلسفة أدرس آنذاك أرسطو وفلسفة العصور الوسطى..