خوفو وذات العيون الذهبية

أعتقد اليوم أن الحقيقة كانت مزيجًا من كل هذا. وُلدتُ بموهبة نادرة: حضورٌ طاغٍ أو ما يُسمى بالكاريزما.

كنتُ مرحًا، ودودًا، وكنتُ أتمتع بسهولةٍ كبيرة في جذب الآخرين والتأثير عليهم، مهما بلغت أهميتهم؛ بفضل قوة كلامي وصوتي، الذي وصفته جواري بالشجي. كانت قامتي الطويلة تُضفي على حديثي هيبةً لا تقل عن هيبة حديثي، وقد تعلمتُ أن أبذل قصارى جهدي لأبدو وكأنني مُنحتُ قوىً خارقةً لا يستطيع الناس العاديون امتلاكها.

اختار الدكتور زاهي حواس تقنية التعدد الصوتي كأداةٍ لكتابة رواياته الأولى، وقد برع فيها حقًا؛ فكل شخصية تتحدث بلغتها الخاصة، ولا تتجاوز حدود معرفتها أو طبيعة لغتها، ولا حتى تمارس نشاطًا يتجاوز قدراتها الجسدية.

لقد أثبت مهارته في تتبع الشخصيات والتقاط الزمن، حتى أن القارئ يستطيع أن يرى غبار الحجر الجيري الأبيض فوق الأجساد القمحية اللون التي تبني ذلك الهرم الأعظم، ويسمع رنين معارك الفرعون ضد أعدائه، ونسمات الربيع بين أروقة القصر الفرعوني.