إدارة جودة وسلامة الغذاء

يعتبر الغذاء عنصرآ هامآ لجميع الكائنات الحية حيث أنه يمثل مصدرآ للطاقة اللازمة لبقاء هذه الكائنات عمومآ والإنسان بصفة خاصة. و في الآونة الأخيرة يزداد إحتياجنا لأنظمة إدارية متطورة تتوافق مع المعايير الدولية للحوكمة والإدارة الرشيدة وتساير أيضا التطور التكنولوجى المصاحب للثورة الصناعية الرابعة و كذلك ترسخ مفاهيم الإدارة و السلامة  فى عالم يتغير بسرعة وبشكل مفاجىء وغير متوقع ويتطلب من المنشآت والشركات القدرة على إداره أفضل للمخاطر والصمود والإستمرار من أجل الحفاظ على سلامة وجودة الغذاء مع الحفاظ على البيئة والصحة وحقوق العاملين وذلك نظرآ لتطور وتزايد عمليات تصنيع الأغذية وتقديم وتداول الغذاء من خلال المنشآت ذات الصلة بسلامة الغذاء سواء أجهزة تشريعية أو رقابية كذلك المنشآت الزراعية وتربية الحيوان و مصانع  الأغذية  و منشئات  الخدمات الغذائية مثل المنشآت السياحية و أيضآ  شركات موزعي الأغذية  ونقلها إلى ملايين المنافذ من مطاعم وفنادق ومنازل حتى تصل إلى المستهلك عبر سلسلة الغذاء مع ملاحظة تعاظم  إستخدام المواد الحافظة والمكسبة للون والطعم والرائحة و طرق التعبئة و التغليف وما تحتويه من مواد كيميائية ومعادن ومشتقات بترولية و بخاصة في الآونة الأخيرة.ومع ماتمر به الأغذية من مئات العمليات الإنتاجية المعقدة وأعداد هائلة من العاملين والبشر اللذين تتفاوت مهاراتهم وممارساتهم وسلوكياتهم و مع ماتمر به أيضآ من عشرات الإختبارات والفحوصات فى المعامل والمختبرات قد تتفاوت دقتها ومصداقيتها و التطورات التكنولوجية المتسارعة وصولاً إلى الثورة الصناعية الرابعة التى تعتمد على الرقمنة والذكاء الإصطناعى وإنترنت الأشياء وإزدياد مخاطر التلوث الذى طال الهواء والماء والتربة و التي أدت إلي تدهور بيئي و مع  إزدياد مخاطر الفساد و الغش  فى عمليات شراء المواد الخام  و بيع المنتجات الغذائية المختلفة وتأثيرها المباشر على سلامة وجودة الغذاء وصحة المستهلك وكذلك التطورات المرتبطة بالعولمة وحركة التجارة الدولية أدي إلي وجود معايير ومواصفات قياسية دولية للأغذية المختلفة مثل الكوديكس التي تضمن جودة وسلامة الغذاء للمستهلك. وفى هذا السياق قامت أيضآ المنظمات الدولية المعنية بإنتاج و سلامة الغذاء مثل المنظمة الدولية للأغذية والزراعة  (الفاو) بإلزام منشئات التصنيع الغذائي  بإتباع معايير سلامة الغذاء و تطبيق نظام تحليل المخاطر و مراقبة النقاط الحرجة (الهاسب) و كذلك المنظمة الدولية للتقييس "ISO" التى قامت بإصدار سلسلة من المعايير الدولية لنظم إدارة جودة وسلامة الغذاء وأصبح تطبيق هذه المعايير الدولية لمنشئات التصنيع الغذائي أو المنشآت السياحية التي تقدم خدمة الغذاء  مطلبآ أساسيآ فى الأسواق المحلية و الدولية. هذا بالإضافة إلي مدي مطابقة المنتجات الغذائية للمصانع المختلفة أو الخدمات الغذائية فى المطاعم والفنادق لمواصفات ومقاييس تفرضها التشريعات واللوائح الفنية  المحلية  حيث تقوم الجهات الرقابية مثل الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية والهيئة القومية لسلامة الغذاء بمصر (NFSA) و هيئه الغذاء و الدواء الأمريكية (FDA) بالولايات المتحدة الأمريكية والهيئة الأوربية لسلامة الغذاء (EFSA) داخل دول الإتحاد الأوربي بمهام رئيسية في مراقبة مدي الإلتزام بإجراءات سلامة الغذاء لكافة المنشآت أو مؤسسات صناعة أو خدمة الغذاء.