رواية المطاردة للدكتور أحمد صديق

«نازلين» 24 عامًا، طويلة القامة، تبدو نحيلة الجسم، ترعرعت في أسرة تهتم بالشأن العام، والدها أكاديمي يُدرِّس مادة التاريخ في جامعة طهران، أمَّا الأم فهي رئيسة جمعية رعاية المرأة، كل ذلك جعل وعيها العام يتشكَّل مُبكرًا وتؤمن بقضية الحريات وبحقوق المرأة خصوصًا، فهي تُشارك في الاحتجاجات، ليس باعتبارها تعليمات من قيادة منظمة مجاهدي خلق فقط، ولكنه عن وعي وإحساس لأهمية ذلك لكي تكون مُنسجمة مع نفسها وما يحدث في الواقع من انتهاكات صارخة في حق حرية التعبير، وأيضًا انتهاك صارخ لآدمية المرأة وإخضاعها للسلطة الدينيَّة، التي تحاول أن تفرض الماضي السحيق في كل حياة المرأة، بإجبارها على ارتداء الحجاب، وارتداء ملابس لها شروط ومواصفات، لا تخرج عنها، وإلا قوبلت بعقاب شديد القسوة، مثلما الذي حدث لـ«مهسا» الشابة الكرديَّة، التي توفيت نتيجة الضرب المُبرح من رجال الشرطة الأخلاقيَّة ورجال الحرس الثوري، فنازلين اختارت حياة لا تتوقف فيها عن المُناداة بالحرية للوطن عامةً وللمرأة خصوصًا، باعتبارها أشد الفئات التي يتم مُمارسة الظلم عليها باسم الدين والشرع، الذي تفصله السلطة الدينيَّة الإيرانيَّة وفق أهوائها وتفسيراتها المُجحفة بحق المرأة.