كتاب الصلوات الألفية على سيدنا خير البرية : سلسلة نور المحبين

فِي هَذَا الزَّمِنِ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ الفِتَنُ والصُّعُوطُ، والأَخْبَارُ السَّيِّئَةُ، وَيَسْعَى الدَّجَّالُ وَالشَّيْطَانُ لِكَيْ يَجْعَلَ حَيَاتَنَا كَثِيبَةً مَلِينَةً بِالْحُزْنِ وَالهُمُومِ لِكَيْ
نَنْشَغِلَ عَنْ مَا يَجِبُ عَلَيْنَا القِيَامُ بِهِ لِلاسْتِعْدَادِ لِحَيَاتِنَا فِي الآخِرَةِ وَمُقَابَلَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي هَذِهِ الحَيَاةِ يُصْبِحُ مِنْ حُسْنِ العَمَلِ النُّجُوءُ إِلَى الأَعْمَالِ الَّتِي تَضْمَنُ لَنَا الحِمَايَةَ وَالحِفْظ وَالخَيْرَ الوَاسِعَ وَخَيْرُ أَعْمَالِ المُسْلِمِ فِي حَيَاتِهِ هِيَ الصَّلَاةُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلِتَبَاتِ هَذِهِ الحَقِيقَةِ وَإِيمَانِ العُلَمَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ وَالمُحِبينَ بِهَا عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ، قَامُوا بِتَجْمِيعِ صَلَوَاتٍ تَمْدَحُ صِفَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَشْرَحُ مَعَانِي جَمَالِهِ وَجَلَالِهِ وَكَمَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ المَقْرُونِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَتَنْقَسِمُ الصَّلَوَاتُ عَلَى سَيِّدِ الخَلْقِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَوْعَيْنِ النَّوْعُ الأَوَّلُ يَهْتَمُّ بِالعَدَدِ، وَمِنْ ثُمَّ فَهِيَ قَصِيرَةٌ سَرِيعَةٌ يُمْكِنُ أَنْ تَقْرَأَهَا مِئَةَ مَرَّةٍ أَوْ أكثر في وقت قصير، والنوع الثانِي وَهِيَ صَلَوَاتُ الأَوْلِيَاء وَالعَارِفِينَ وَالمُحِبينَ، تَهْتَمُّ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خِلَالٍ تَقْدِيمِ الْمَعَانِي الجماليَّةِ والجَلَالِيَّةِ وَالكَمَالِيَّةِ لِحَقِيقَةِ رُوحَانِيَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ نُورُهُ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ قَبْلَ الخَلْقِ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.