Qayym خط إنتاج وقصص أخرى

لم أكن أتخيل أني سأظل أعمل في هذه العيادة النفسية سبع سنوات بأكملها، فهذا المجال بعيد كل البعد عن دراستي في كلية الآداب التي تخرجت فيها بتقدير امتياز، لقد تلاشت كل طموحاتي وأحلامي منذ أن جئت إلى هذا المكان، كنت أحلم بأن أكون "ثابت عبد الغني" الكاتب الأكثر مبيعًا، ولكن يبدو أن والدي كان على حق عندما قال لي: "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"، فوالدي كان موظفًا في الحكومة ودخله متواضعًا، لم يترك لي ولإخوتي أي ميراث من المال بعد وفاته، ولكنه ترك لنا كنوزًا من المبادئ والقيم، تعلمت وأنا في الكلية أن أعمل في أي وظيفة حتى ولو كانت متواضعة لأنفق على نفسي وأتحمل نفقات كليتي حتى ترددت على العديد من الوظائف، منها العمل كمندوب شحن وموظف كاشير في أحد المولات، ثم كموظف في خدمة العملاء في إحدى الشركات المعروفة، كنت أشعر بفخر وأنا أنفق على نفسي وأساعد والدي في مصروف المنزل حتى جاء اليوم الموعود، يوم تخرجي في الكلية، كنت أعتقد بمجرد تخرُّجي أني سأجد أفضل فرص عمل بمرتب مناسب، ولكن كان هذا وهمًا كبيرًا، فلم أجد فرصة مناسبة سوى العمل كموظف استقبال في عيادة الدكتور "طارق الحسيني"، فهو إنسان كريم ويحب مساعدة الآخرين، حيث عيَّنني كموظف استقبال بعد أن عرف الضائقة المالية التي كنت أمرُّ بها لمعالجة والدي من المرض الخبيث الذي تفشى في جسده بعد أن رشحني له أحد زملائي، فوظفني على الفور وأعطاني مرتبًا مجزيًا يعينني على استكمال مشوار علاج والدي، بل ووفَّر أيضًا مبلغًا شهريًّا جانبيًّا خاصًّا بالعلاج.