البراءة والانحراف.. رصد للمحفزات التي تقود الأطفال للخطأ

يتناول هذا الكتاب بعمق موضوعًا حساسًا ومهمًا لكل أسرة ومجتمع، حيث يركز على السلوكيات المنحرفة التي قد تظهر عند الأطفال نتيجة للضغوط البيئية والنفسية، ويقدم حلولًا عملية ونصائح مستنيرة للآباء والمربين حول كيفية التعامل مع هذه الانحرافات. ويتعرض لمسألة انحراف الأطفال من زوايا متعددة، موضحًا الأسباب التي تؤدي إلى هذه السلوكيات والتي قد تكون ناتجة عن عوامل تربوية، نفسية، أو اجتماعية.
إن انحراف الأطفال قد يكون نتيجة لعدة عوامل منها القلق المفرط من جانب الآباء، أو الإفراط في الحماية أو التدليل، وهو ما قد يخلق لدى الأطفال شعورًا بالتمرد أو التراخي في التعامل مع القواعد. في هذا السياق، يقدم المؤلف تفسيرًا شاملاً لمختلف أنواع الانحرافات، من السلوكيات البسيطة مثل الكذب أو سرقة ممتلكات الغير إلى السلوكيات الأكثر تعقيدًا التي تتطلب تدخلًا نفسيًا أو تربويًا متخصصًا.
أحد الجوانب المهمة التي يستعرضها الكتاب هو الفرق بين الانحراف العابر والسلوكيات المزمنة التي تشير إلى وجود اضطرابات نفسية أعمق. يشرح المؤلف أن الانحراف ليس مجرد فعل سلبي، بل قد يكون إشارة إلى حاجة الطفل إلى الاهتمام والدعم النفسي، وأن على الآباء والمربين التمييز بين السلوك العادي والسلوك الذي يستدعي القلق.
من خلال تقديم استراتيجيات وقائية مثل تحسين أساليب التربية وتقديم بيئة داعمة ومحفزة، يسعى الكتاب إلى مساعدة القراء على الوقاية من السلوكيات المنحرفة قبل تفاقمها. كما يقدم نصائح علاجية للتعامل مع حالات الانحراف القائمة، مؤكداً على أهمية التدخل المبكر والفهم العميق لحاجات الطفل النفسية والاجتماعية.