القرآن تدبر وعمل حجم ١٧*٢٤

إقبال المسلمين على كتاب ربهم سماعًا وتلاوة وحفظً مشهودًا وظاهرًا إلا أن هذا الإقبال ظل محصورًا في رتب الاستماع والتلاوة والحفظ دون التدبر والعمل. لأجل ذلك نشأت فكرة إعداد منهج يعين على تيسير تدبر القرآن الكريم والعمل به، ويخاطب مختلف الراغبين والحريصين، فكان هذا المنهج الذي وضعه مركز المنهاج للإشراف والتدريب التربوي بالرياض بين يديك أخي القارئ الكريم؛ سائلين الله تعالى أن ينفع به الأمة وينهض بها. فكرة الكتاب ركزت على أهم أهداف قراءة كتاب الله وهما (تدبره والعمل به)، فالاستماع والتلاوة والحفظ من الأمور التي بحمدالله نالها الاهتمام، ولكن لقلة الالتفات لمحاولة تدبره والعمل به حاول المركز أن يركز على هذا الهدف بإصدار مثل هذه الكتب. الكتاب مرتب وفق ترتيب المصحف، في عدد الصفحات وشكلها ورسمها، وعلى جوانبها توجد الفقرات التي أضافوها وهي في ترتبيها ومنهجها كالتالي: ١- وقفات تدبرية: وأراها الأهم والهدف الأساسي الذي من أجله اقتنيت الكتاب، لا سيما وأني اخترته صاحبا في هذا الشهر المبارك، وأحمد الله أني وفقت في ذلك، فالكتاب يركز على تدبر القرآن والذي نحتاجه في شهر القرآن، والكتاب بتناوله للآيات خفيف يقتبس من كل بحر لن أقول قطرة، بل درره، فهو عبارة عن مقتطفات تدبرية من عدة كتب تفسيرية، دون إسهاب أو إطناب أو تناول للجزئيات أو تباحث في الكليات، مما يجعلك لا تخرج عن تدبر كتاب الله للالتهاء بحديث غيره من البشر والإسهاب في معرفة ما قال فلان وعلان، وهذا ما أردته بالضبط لذا فالاختيار موفق لمن كان هذا هدفه بالطبع. ٢- معاني الكلمات: وهذه كذلك استفدت منها، وذلك بوجود جدول في كل صفحة يبين معنى الكلمات الغريبة في الآيات. ٣- العمل بالآيات: يقترح عليك في كل صفحة العمل بثلاث أعمال مقتبسة من آياتها، وهذه بالنسبة لي لا أعتبرها مهمة، وكذلك لا أجدها مميزة، لكن قد تكون رائعة لمن أراد الاستفادة من الكتاب كمنهج ليتناوله مع طلابه مثلا، فهو مرتب وصالح لأن يكون برنامجا على أرض الواقع لمعلم مع طلابه أو أب مع أبنائه أو نحو ذلك. ٤- التوجيهات: وهذه كذلك يذكر فيها ٣ توجيهات مستقاة من الآيات -تربوية أو فقهية أو عقدية ...إلخ-، ولكنها بالنسبة لي كانت عادية لم أجد فيها تميزا كتميز الانتقاء في الوقفات التدبرية، وقدكنت أتجاوزها في الحقيقة في الأيام الأخيرة. مميزات الكتاب: -التنوع في الاختيار ما بين تدبرات فقهية وتربوية وعقدية ..إلخ. -التنوع الكبير في التفاسير المقتبس منها، مع تنوع مناهج هذه الكتب واختلاف مؤلفيها في سماتهم ومناهجهم، وهم: الطبري، البغوي، ابن عطية، القرطبي، ابن تيمية، ابن جزي، ابن القيم، ابن عاشور، ابن كثير، البقاعي، الألوسي، السعدي، القاسمي، الشنقيطي، الجزائري. وهذه اعتبرها (لفة سريعة) تعطيك فكرة وإن كانت بسيطة عن تفاسيرهم، وتكسبك معرفة منهجهم وسعة فكر كل منهم، مما قد يحدوك لوضع بعض هذه الأسماء في القائمة لديك للقراءة المطولة مستقبلا له. -خفة الكتاب وعدم دسامته، مع صلاحيته للجميع، فقلما يخلو من فائدة قد تكون جديدة عليك، أو عبارة مؤثرة يؤكدها لديك. -تنوع منهج الكتاب بأن جمع ما بين التدبر والفهم مع العمل، والمحاولات الجيدة لتطبيق الأسلوب الأمثل للتعامل مع آيات الله بقراءتها وفهمها أولا قبل حفظها. ملاحظات: -الكتاب لا يصلح لمن يبحث عن تفسير آيات المصحف. -الكتاب لا يصلح لمن يحب القراءة المتسلسلة الأفكار. -الكتاب لايصلح للقراءة ذات المنهج والنسق الواحد. -الكتاب يصلح للقراءة التدبرية. -الكتاب يصلح للقراءة على جلسات، بل يفضل ذلك. -الكتاب يصلح للقراءة الخفيفة. -الكتاب يقترح للاستفادة منه في التجمعات والجلسات الخفيفة والمدارسة مع الجميع (أطفال-كبار-أسرة-طلاب..إلخ). -الكتاب يقترح كبرنامج (شهري -أسبوعي ..إلخ). -الكتاب يقترح كهدية، وستكون رائعة جدا ومفيدة.